
بغداد – صوت العراق
شن رجل الدين والقيادي السابق في الحشد الشعبي أوس الخفاجي، هجوماً ضد مَن وصفهم بـ”الإسلامويين” على خلفية الاحتجاجات ضد الحفلات في بغداد، والتي اتهم الخفاجي قوى سياسية “إسلاموية” بالوقوف خلفها، معرباً عن استغرابه من كمية الشتائم التي تلقاها من أتباع حزب “الفضيلة”، ومذكراً بسقوط المئات في تظاهرات تشرين، دون أن يحظوا بصلاة جماعية كالتي أقامها “الإسلامويون” أمام مدينة “سندباد لاند”.
وقال الخفاجي في حوار مع الزميل “عدنان الطائي” تابعه “صوت العراق” (19 كانون الأول 2021)، أنه “بإغلاق مدينة السندباد لاند ظن بعض الإسلامويين أنهم انتصروا، لكن الخاسر الأكبر هو الإسلام؛ لأنها معركة غير متكافئة، وليست مصيرية حتى يشعر طرف بالانتصار والآخر بالهزيمة”.
وأضاف الخفاجي “تغريدتي ضد ما حصل ليست تأييدا للغناء؛ لأن العلماء أجمعوا على حرمة الغناء ولكن كان انتقاداً لأسلوب الاعتراض على ما حصل في السندباد لاند وطريقة الرد على ما حصل”، لافتاً الى أن “الغناء قديم منذ عصور وليس وليد اللحظة، كما أن نفس المكان قد شهد حفلات سابقة، لكن توقيت وطريقة الرفض للحفلات هو ما أشكلت عليه”.
وأشار الى أنه “عندما سألت بعض الإسلامويين، لماذا لم تتخذوا أسلوب الدعاة القدامى في تعريف الناس بالدين، كان الجواب هو: أننا ندخل في هذه المفاصل من أجل انقاذ ما يمكن انقاذه، وإنقاذ الشعب العراقي وإيصال هذا الشعب الى الذروة الاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية، لكن هل كانت هذه الممارسة –تجاه السندباد لاند- ممارسة قانونية؟”.
وخاطب الخفاجي الأحزاب الاسلامية قائلاً: “لديكم أحزاب ونواب ووزارات، وبإمكانكم اتخاذ إجراء قانوني، رغم أنكم لم تتخذوا إجراءً ضد كل هذه المصائب في البلاد، الآن نلجأ الى العنف والإعلام والتظاهرات، هذه ليست الاساليب التي دعا اليها الاسلام”.
وتابع متسائلاً “هل الغناء لمدة ساعتين أخطر أم المخدرات والدعارة؟ لماذا لم تمارسوا دوركم، هل الآن تريدون العودة إلى الواجهة عبر هذه الحملات؟ هل تظاهرتم من أجل قتل 800 شاب، هل هذه الدماء أقدس أم الاعتراض على غناء محمد رمضان؟.. لستم وحدكم في البلد، هذا العراق فيه 11 طائفة ومكون” مبيناً “في فترة سابقة، قبل العام 2014، كانت القوى ذاتها عبر الحكومة توفر مبالغ مالية من أجل إعادة افتتاح البارات في بغداد، ووزارة السياحة كانت على الدوام من حصة القوى الشيعية، فما الذي تغير الآن وفاجأكم؟” متهماً “جهات سياسية (إسلاموية بمحاولة استعادة مكانتها التي خسرتها لدى الشارع العراقي عبر تلك الدعوات”.
الخفاجي قال إنه لا يتهم حزباً بعينه بالوقوف خلف تلك الأفعال، لكن “كمية الشتائم التي تلقيتها من أنصار حزب الفضيلة، بعد التغريدة، كانت كبيرة للغاية، وكأني قد أسأت إلى الشيخ اليعقوبي المحترم الذي أجله وهو أستاذي”.
من جانبه قال القيادي السابق في حزب “الفضيلة” محمد الحميداوي، إن الأحزاب الإسلامية لا تقف خلف إلغاء الحفلات في العاصمة بغداد، سيما بعد إقامة حشود من المتظاهرين صلاةً أمام بوابة مدينة “سندباد لاند” الترفيهية وسط العاصمة.
القيادي السابق في “الفضيلة” محمد الحميداوي قال إن “انتقاد تلك الحفلات لم ينطلق من المؤسسة الدينية، وربما كانت لدينا مواقف شخصية تبلورت إلى تظاهرات في أبواب سندباد لاند، لكن الفنان المصري محمد رمضان مرفوض حتى في مصر، وكذلك من وزارة الثقافة العراقية، وعلينا أن لا نقزّم المسألة بوصفها اعتراضاً دينياً ضد الحفلات، بل القضية أوسع”.
وتابع “منذ 2003، كانت القوى الحاضرة في العراق هي القوى الإسلامية، لاسيما بعد 2014، أحزابهم وسلاحهم حرر الأرض وطووا صفحة داعش، ومع ذلك لم يفرضوا وصايتهم على الواقع العراقي، بل حاولوا الوصول إلى نقطة مشتركة وفق الدستور، الذي أكد على المحافظة على الآداب العامة والثوابت المجتمعية”.
وأضاف “الأحزاب الدينية تمثل الأغلبية في البرلمان لكنها تفشل في تمرير قانون الأحوال الجعفري الذي يحافظ على خصوصيتنا، وهذا دليل أن تلك الأحزاب لا تحاول فرض وصايتها على الآخرين، وما حصل هو أن الجمهور خرج ضد الابتذال، وهو لا ينتمي إلى الأحزاب”.